25‏/11‏/2011

شغلة رقم واحدا وتمانين


عين: خيي.. مبارح في وحدة قالتلي أنو ما عندي قضية
نون بي: اي؟
عين: اي فأنو صرت فكر بالموضوع
نون بي: اي؟
عين: انو أنا فعلا ما عندي قضية.. شو رأيك عندي قضية؟
نون بي: لا ما عندك..
عين: والله؟
نون بي: لا ما عندك.. مو بس هيك.. يعني انت.. كيف بدي قلك.. كتير حكيك هيك.. يعني بلا طعمة
عين: بحياة الله؟
نون بي: يعني أنو مو بلا طعمة.. لك.. أنت أنت.. كلك يعني.. هيك.. كيف بدي قلك.. وجودك كلو ما في من وراه متل.. هدف
عين: وجودي بلا هدف؟
نون بي: لك لا مو هيك يعني بس.. أنو.. انت وجودك وعدمو صاير.. كيف بدي قلك.. لا تفهمني غلط بس.. أنو وجودك وعدمو نفس الشي
عين: هلق هيك طلع معك؟
نون بي: لك أنو أي.. ليش فهمتني غلط.. مو هيك قصدي قصدي أنو أنت بكلشي بتعملو وبتحكيه.. يعني صاير هيك.. علّاك
عين: علّاك ووجودي بلا طعمة؟ يكتر خيرك والله
نون بي:  لك.. يا خيي.. انت ما عم تفهم عليي.. انت علّاك ما اختلفنا.. بس أنو.. مو بالضرورة شي مو منيح
عين: وشو الشي المنيح بهالمواصفات الزفت هاي؟ لاقيلي طريقة يصير عندي قضية ولو؟
نون بي: الشي المنيح أنو أنا كمان علّاك ووجودي بلا طعمة وما عندي هدف.. بقا أذا صار عندك قضية بضل أنا لحالي بهالمواصفات الزفت
عين: اه.. أي....امم..  بسخن الأبريق؟
نون بي: اي يفضّل
عين: ليك
نون بي: اي؟
عين: وأنت كمان لا تخلي يصير عندك قضية.. اوكي؟
نون بي: لا تخاف من هالناحية
عين: منيح
(وما زال عين ونون بي علاكين وبلا قضية حتى يومنا هذا)

16‏/09‏/2011

حب الليزر

نظر إلى الباص المرتعش بحركات سريعة نتيجة لضربات المحرك المازوتي الضخم... وسحب من سيجارته... كانت الساعة تقارب الخامسة مساءا في كراجات طرطوس - صافيتا... وكانت أشعة الشمس تنعكس برقة من مراَة الباص على جهاز الراديو المتعشق بالتابلو بطريقة يعجز علماء الفيزياء عن فهمها... بينما كان ذلك الراديو يصرخ بأغانٍ شعبية عن كؤوس العرق في النوادي الشعبية.. كان ذلك اليوم من الأيام الطرطوسية المعتدلة.. حيث لم يتضايق الشاب من الرطوبة الخفيفة التي أعطت قيمة أكبر لكل نسمة هواء تمر من جانبه... نظر إليه سائق الباص وفي يده سيجارة "حمرا طويلة" وقال: "طلاع عمي طلاع بدنا نمشي"
رمى سيجارته بجانب قدمه وصعد بينما تحسس "فكه" الذي كان مازال يؤلمه منذ موعده مع دكتور الأسنان قبل نصف ساعة.. حاول الأنين ليتحقق إن كان الكلام ما زال يؤلمه...كان مازال يؤلمه بالفعل.. وصعد. بينما حاول حشر جسده بين أجساد الركاب العابقة بعطور رخيصة تابع إلى نهاية الباص وجلس... بعد حوالي خمس دقائق كان الباص مايزال يتحرك بإتجاه صافيتا عندما سمع صوتا أنثويا يعرفه جيدا سمعه من قبل يقول: "سعيد؟"
نظر إلى جانبه ليرى فتاة كان يعرفها جيدا... للوهلة الاولى لم يستطع التفكير سوى بكم هو محظوظ لأنها تذكرت اسمه... ثم حاول التكلم
- ااه... أيا..
تبا! لا يستطيع التكلم.. والان ربما ستعتقد أنه معاق أو ما شابه... أو ربما تعتقد أنه يسخر منها.. اللعنة... استجمع قواه الكلامية وقال: أهيين كندا... وييك اتتي.. زماا ما شفااكي؟
- شبك ليش عم تحكي هيك؟
- وووا شي بس كتت عدد دكتوو السسس... الللسسس
- السنان؟
- اي اي... لك اشتئتتتك اتتي وييي هالغيبة؟
- هون أنا يا زلمة... انت وينك؟ بتتذكر أيام المدرسة لما كنا نهرب قبل ما يخلص الدوام؟ يا الله ما أحلى هديك الأيام... يا ريت بترجع
- لك ايي اييي يا ييت بتتجع...
- انت شو عم تشتغل هلق؟ وين صرت؟
- ووواللللا صصت..
فجأة قاطعة الصوت الستيريو الصيني الضخم بأحد الأغاني الشعبية عندما قرر سائق الباص رفع الصوت قبل أن ينظر إلى الجالسين بجانبه مبتسما ويهز أيديه بطريقة "الدبيكة"
- والووا صصتت سنة خاسسسة هددسة
- صوت شووو ما سمعت؟
- صصصوووووت سسسس.. ووووك خاسسسة
- طب عطيني رقم موبايلك منقعد شي يوم منحكي
- اي... صصصففف تتسساا..
- ما سمعت؟
- صصصففففففف تسسسسسس
- ليك أنا نازلة هون سجل رقمي اوكي؟
- اوكي..
مد برجله إلى الأمام محاولا إخراج موبايله من بنطلونه الضيق... تذكر فجأة أن موبايله "خلص شحنو" منذ أن كان في طرطوس..
- موباييي خاااص شحوو
- موبايلك خالص شحنو؟
- اي
- وأنا موبايلي خالص شحنو.. طب ليك منحكي بعدين ماشي أنا نازلة هون.. عراحتك معلم (صرخت للشوفير)
- لللحظة.. وككك...
- في شي؟
نظر إليها وفكر بجميع الطرق الممكنة للتواصل معها .. ثم ارخى بجسده على المقعد الجلدي الضيق وقال: خخلص مش... باي
- باي
وبينما أخذ المحرك المازوتي الضخم بالدوران مرة أخرى نظر سعيد إلى النافذة المليئة بالأوساخ التي تجعل الطريق يبدو مبلورا... ثم فتحها وفكر... ربما ألتقي بها مرة أخرى.. ربما يجمعنا القدر.. ربما..
فجأة قاطعه صوت الراكب بجانبه .. لاء
- عففوا؟
- لاء ارجاع سكر الشباك برد.
- حاضر..


حب الليزر ام بي ثري 

08‏/09‏/2011

انسانية

بينما كان صوت الغيتار الكهربائي يصدح في خلفية تلك الغرفة الصغيرة... جلس انسان اخر وحيدا على كرسي صغيرة بأضواء خافتة بينما ملأ صوت بيل هيكس الغرفة بأغان عن الحرب والموت*.. جلس هناك وحيدا في يده علبة سجائر بينما اخذ يلعق شفتيه بتوتر..
تبا.. قال وأشعل سيجارة وأحس برأسه ثقيلا أكثر وأكثر بينما استمر بلعق شفتيه.. ثم وقف و نظر إلى الفراش الذي ما زال ينتظر ترتيبا كان قد وعده به منذ وقت طويل... نظر إليه ثم مد يده بحركة لا إرادية وأحرق طرفه.. ثم أخذ يراقبه بينما أخذت النار تشتعل أكثر وأكثر... وبينما أخذ الدخان يملأ الغرفة... وضع سيجارته بفمه وأغلق عينيه.
فجأة وجد نفسه واقفا على منصة هائلة الضخامة... نظر حوله ليرى ملايينا من الناس.. ربما أكثر.. أمامه قبع مايكروفون.. لم يفكر.. مشى إليه وتكلم.
أيها البشر.. أنا واحد منكم.. مجرد إنسان اخر... لست أفضل منكم.. لست أسوأ منكم.. نحن لسنا مجرد دكتور.. محامي.. مهندس أو مفكر أو مثقف... نحن أكثر من ذلك... أترون يا أعزائي؟ لا أظنكم تدركون أهميتكم... لا أظنكم تدركون أن وجودنا أكثر روعة وأهمية مما نجعله بغبائنا وتفاهة تفكيرنا.. نحن.. بشر.
وما لا تدركونه يا أعزائي هو أننا أعطينا فرصة لنجعل من وعينا طريقا لما هو أفضل... نحن قادرون على أي شيء..
وما لا تدركونه أيضا هو أننا لسنا بالوعي الذي نظنه.. حاليا يا أعزائي... نحن نعيش كالحيوانات.. مجرد حيوانات.
ولكننا قادرون عى تغيير ذلك.. لدينا كل ما نحتاجه.. لكن عندما نستطيع التخلص مما يعلق برؤوسنا من فضلات فخر.. فخر بما أعطي إلينا بالوراثة.. يمكن لنا أن نحقق شيئا جديدا.. شيئا اخر تماما.
هل تدركون الإمكانات اللا محدودة بما تستطيع عقولنا أن تفعله إن توقفنا عن النظر إلى الصورة الصغيرة؟ إلى حياتنا وتفاصيلها الغبية؟ إلى كل ما يشغلنا عن التفكير بوجودنا وأهميته؟ إن استطعنا إدراك غباء إختلافاتنا؟ نحن جميعا هنا لنفس السبب.. نحن جميعا وعي واحد.. نحن جميعا وجود واحد... هذا ليس عالم بعضنا.. هذا عالمنا جميعا... وبقليل من التفكير يمكننا جعله مرحبا بنا جميعا دافئا دفء حضن أم لنا جميعا... نحن قادرون... لننسى أديانا فرقتنا.. نحن لسنا مختلفين على الاطلاق... لكننا نخلق اختلافنا ونستمر بترسيخه وترسيبه يوما بعد يوم حتى نصل للمرحلة التي يصبح اختلافنا كل ما نراه ببعضنا البعض.
عالم واحد... وجود واحد... لأجلنا جميعا... لأننا نستطيع جعل مصلحتنا جميعا ومصلحة كل فرد منا واحدة... لأننا نملك الوعي.. لأننا قادرون... نحن قادرون...
وبينما كان صوت الجيتار الكهربائي في الغرفة المغلقة يختلط بصوت اللحم المحترق... كان اخر انسان مازال يتمتم على أرض الغرفة... لأننا.. قادرون.


* Bill Hicks - Lay Of The Land

06‏/08‏/2011

شغلة رقم تلاتة

نون بي: ليك هلق أن...
عين: شو شو؟
نون بي:ليك هلق أنت عدت متت؟
عين: من جوا يعني؟
نون بي: أي
عين:لا والله... ما عم أعرف ليش... انو أشمعنا عالوضع بسوريا كل هالعالم ماتو من جوا وأنا ما عم موت؟
نون بي: طب متأكد أنك عايش من جوا؟
عين: ما بعرف.. مو لازم يغير عليي شي اذا متت من جوا يعني؟
نون بي: ما بعرف... طيب جربت تنتحر من جوا؟
عين: أي والله... أنتحرت من جوا كذا مرة ما عم موت.. شو بدك شفت فيديوات وسمعت أخبار جزيرة أورينت أخبارية دنيا كلو... ما عم موت يا أخي
نون بي: والله عجزت... طيب ليكني أنا متت من جوا هداك اليوم ونادين وهبة نفس الشي... ماتو معي... طيب لحظة لحظة
عين: شو؟
نون بي: ما تكون أنت متت من زمان وما عم تموت أكتر من هيك؟
عين: العمى ما فكرت فيها هاي... لحظة لجس نبضي من جوا... ألعمى أي والله... ما في نبض.. من جوا... أوكي منيح فأذا مو؟
نون بي: منيح... طبيعي معناها..
عين: اوف منيح طمنتني
نون بي: لا طبيعي... كلو طبيعي.. عالطبيعي كلشي أحلى... هات كاسك هات

31‏/07‏/2011

شغلة رقم خمساوخمسين

نون بي: ليك
عين: أي
نون بي: شو موقفك من الأحداث؟
عين: أي أحداث؟ في بالصومال أحداث.. في بالسويد أحداث... في بالأقتصاد العالمي أحداث.. هدا عدا عن ليبيا واليمن ومصر والسعودية والبحرين وسوريا و..
نون بي: اي اي هون بسوريا عم أسألك؟
عين: والله موقفي هو الحياد... لأنو شفت فيديوات معارضة ما قنعتني... وشفت فيديوات موالاة كمان ما قنعتني... وشفت تصريحات من هون... وأراء من هون كلن بخرو يا زلمة... أنو كلو متأكد من اللي عم يصير وأنا ما عم أفهم ليش متأكدين كل هالقد؟... بقا ما بعرف والله
نون بي: العمى... طيب بدي سجلك موقف أنا..
عين: مااا.. ما في موقف محدد والله
نون بي: طيب شو رأيك أنا حددلك موقفك هلق بأرضا؟
عين: والله فيك؟ كيف طيب؟
نون بي: عندي طريقة ممتازة... أنت بتاكل مسبات؟
عين: اووووف أنا اللي باكل مسبات
نون بي: من الطرفين مو؟
عين: اي كيف لكن من الطرفين
نون بي: طيب منشوف انت من مين بتاكل مسبات أكتر بكون موقفك مع الطرف التاني منيح؟
عين: ألف... رح بلش عد هلق.. وحدة معارضة.. تنين معارضة... وحدة موالاة... تلاتة معارضة... تنين موالاة... أربعة معارضة....................
(وما زال العد مستمرا حتى يومنا هذا)

29‏/07‏/2011

خليك متفائل

بينما كان سعدو يسير على رصيف أحد الطرقات في أحد شوارع دمشق يحمل في يده اليمنى كيسا يحوي شاطرين ومشطورين وكامنا بينهما من الفلافل وفي يده اليسرى سيجارة... رأى طفلا في التاسعة أو العاشرة من عمره يجلس على أحد الأدراج الصغيرة في مدخل أحد البيوت وقد لمعت عيناه مليئتان بالدموع... توقف ونظر إليه.. ثم اقترب منه وجلس بجانبه...مرحبا؟
نظر الطفل إليه بينما مسح عينه بيده بسرعة...ولم يقل شيئا
- جوعان؟ معي فلافل اذا بدك؟
- شكرا عمو
- اي مسوك... شبك ليش عم تبكي؟
- عمو البابا والماما بضلو يتخانقو... ومبارح البابا ضرب الماما كف... وكلو مني
- لا يا عمو مو منك أبوك يبدو جحش أو شي...
- بس عمو بخاف يتركو بعض أنا شو بعمل؟
- له يا ولد أصلا تلات ارباع الزيجات بتنتهي بطلاق حتى لو في ولاد متلك يعني... وشوف ولاد المطلقين –متل أمك وأبوك يعني- بعيشو حياة طبيعية وحياتك... ليش عم يتقاتلو؟
- البابا علوي والماما سنية... بقا البابا خايف ما يقتلوه الثوار والماما عم تدعي عليه يقتلوه الشبيحة بالغلط
- العمى... كيف رضو أهلن يتجوزو؟
- عمو أنا ما بدي بابا يموت
- لا تخاف عمو كلنا بدنا نموت.. أنا بدي موت... وأبوك بدو يموت... وحتى أنت بدك تموت
- بس أمي عم تقول ما في حدا رح يموت غير أتباع النظام المجرمين اللي عم يقتلو بالعالم...
- أي عمو وهدول بدن يموتو...
- بس عمو أنا شو بصير فيي اذا الماما أو البابا ماتو؟
- ما بعرف انت شو هلق مع امك ولا أبوك؟
- أنا مع الماما لأنو البابا سافر عطرطوس مبارح
- من وين من طرطوس يمكن بعرفو؟
- ما بعرف عمو... عمو الأمن صح بدن يهجمو علينا أنا والماما؟
- شو بعرفني يمكن.. وينا أمك هلق؟
- بالشغل.. لأنو قال ما بدا تصرف من مصاري أبي... بس مو انو طائفية
- انو هيي مو طائفية بس للعضم مع طائفتا؟ فهمت عليك فهمت عليك
- عمو مين العرعور؟
- شغلة بايخة...
- طيب شو هوي قانون الأحزاب؟
- شغلة بلا طعمة..
- طب ليش الأمن بيكرهونا؟
- مو كلن والله.. شوف في واحد رفيقي كان حباب كتير وكان بالأمن وأنا كنت بعرف انو هوي من الأمن وهوي ما كان بيعرف انو أنا بعرف وكان عم يحاول يطبق بنت شي بشل أسما ساره كانت معنا بالشغل عليها أجرين شي بعل الله يا زلمة... اي المهم كان حباب
- بس كيف فيهن يقتلو ولاد زغار؟
- ما الها علاقة... ليك الأنسان مانو أكتر من حيوان ناطق يعني.. هاي الشغلات تبع الانسانية نحنا عملناها منشان نزبط بالمجتمعات يعني... بقا هودي بس انو ما حدا علمهن الأنسانية المظبوطة.. ما مرقت عليهن المعلومات الصح عرفت كيف؟ انت قريان بوست مودرن فيلوسوفي شي؟
- عمو ممكن يرجعو أهلي لبعض؟
- عالأغلب لا.. انت قديش عمرك؟
- 10 سنين عمو... عمو أيمتى بترجع الحارة معجوئة متل ماكانت؟ ورفئاتي اللي ما عاد عم يلعبو معي طابة بيرجعو؟
- هلق ليك... من ناحية رفقاتك والحارة بعتقد طايلة كتير الشغلة... وأصلا العالم بدو ينتهي بال2012 يعني بعد شي سنة وشوي... بقا فيك تقول ما رح يرجع شي متل ما كان.. لا أكيد أكيد ما رح يرجع... شو منشان خلصت السندويشة؟ جوعان كتير شكلك؟
- أي عمو أمي ما عم تلاقي شغل وما معنا مصاري
- أي بسيطة... أصلا عم ينهار الأقتصاد العالمي... مبارح اليونان أفلست.. اليونان يا رجل.. وقفت عأمك؟
- طب عمو مين هدول جماعة العرعور اللي بدن يقتلو البابا؟
- هدول حبيبي مفكرين دينن أحسن من دين غيرن... مو ذنبن هيك علموهن ناس أجحش منن لسا... شوف مبارح من كم يوم بالسويد واحد مسيحي قتل شي تمانين ولد... عادي يعني بتصير بأحسن الدول
- بس أمي بتقول أنو البابا كافر
- بهيمة أمك شكلا ما حبيتا...
- بس أنا أسمي خضر... وأبي عم يقول انو في ناس بيئتلوني بس يعرفو انو هيك أسمي... بقا بس حدا يسألني بقلو أسمي محمد
- أي مو هون.. عندك شي مشوار عجسر الشغور؟
- لا
- أي خلص مبدئيا لا تخاف من هالشغلة
- بس طيب عمو ليش حدا بدو يكرهني لأنو هيك أسمي؟
- لأنو بخاف تكون أمن
- بس الأمن عم يقتلو العالم؟
- أي بخافو يكونو من جماعة العرعور
- عمو بدي كلشي يرجع متل أول.. يا الله بدي كلشي يرجع متل أول
- فيك مثلا تخترع الة سفر عبر الزمن.. بس بتاخد وقت وبدها مصاري وحسب ما فهمت ما معك.. بقا ما بعرف والله
- بس أنا كتير عم ابكي وما بئا بدي أبكي عمو
- فيك تنتحر.. بس حتى هاي بتكلف... قديش معك مصاري تحديدا؟
- عشرة
- ما بعرف يا ريت فيني ساعدك بس أنا كمان مقطوع مبارح اتدينت من رفيقي مية وخمسين منشان صلح الحنفية عم تسرب... عسيرة الحنفية صار لازم روح هلق جارتنا بتعملي محاضرة عن تعلاية صوت التلفزيون أذا لقطتني... ادروس منيح أي؟
- حاضر عمو يسلمو عالسندويشة كتير
- أهلين
و بينما أكمل سعدو سيره يحمل في يده اليمنى كيسا يحوي شاطرا ومشطورا وكامنا بينهما من الفلافل وفي يده اليسرى سيجارة... رأى فتاة في في الثامنة أو التاسعة من عمرها تجلس بجانب شجرة في قارعة الطريق وقد لمعت عيناها مليئتان بالدموع... توقف ونظر إليها.. ثم اقترب منها وجلس بجانبها... مرحبا؟

06‏/07‏/2011

أحداث حوادث نسوانية



- بعصة أولى -

الساعة الواحدة ظهرا.. الجامعة

تمر من أمامه وتجلس على المقعد المجاور... تلفت نظره للغاية لأسباب جينية أو نفسية مضمرة.. متل مثلا انو بتشبه أمو أو ماشابه شو بعرفني... وبينما يقضي معظم المحاضرة في محاولة فتح حديث معها ينجح أخيرا بتجاذب طرف حديث واحد... وحالما تنتهي المحاضرة ينهض ويسير معها إلى الخارج.. ويسألها ببراءة: "طالعة بالباص؟" عندما يقاطعه صوت سيارة كيا سيراتو 2011 مجاورة ب "تووت"... ينتبه إلى أنها تحمل مفتاح السيارة في يدها.. فيضحك بغباء ويودعها بينما يكمل سيره إلى الباص.

- بعصة رقم سبعاوعشرين -

الساعة السادسة مساءا.. دمشق

يلتقي بها عند مدخل باب شرقي.. يقرر عزيمتها بفضل احساسه المغلوط العالي برجولته.. ويترك لها بكل ديمقراطية وحيونة اختيار المطعم... وبينما يداعب بأطراف أصابعه الفراطات في جيبه.. الفراطات التي يفترض أن تعيده إلى الدويلعة.. يبدأ الموعد الغرامي الفريد من نوعه...

بعد أقل من ساعة وعلى أنغام أحد أغاني الزخم الراقي الذي لم يتعود عليه الشاب الزيادي الذي اعتاد بالمقابل على صوت فيروز بدلا من هذا الهراء السلو... وعلى حين غرة.. ومن دون سابق انذار.. أتى الحساب... وينك سعاد ادفعي هالمرة مو حامل مصاري اوكي؟

- بعصة رقم تسعا وخمسين -

الساعة الثالثة ظهرا... دمشق

بينما يحاول اقناعها بالتمشاية بدلا من أخذ تكسي... ترفض لتشرشحها الغير معهود المرة السابقة بفضل طول هذه التمشاية التي اعتادت على أن تكون قصيرة أو "مؤتمتة" بواسطة مركبة متحركة ما... وتسأله بنباهة شديدة "ليش ما بتشتري سيارة؟" فيجاوب: "عندي سبع سيارات.. بس ما معي حق بنزين

- بعصة رقم تماناوتسعين -

الساعة العاشرة صباحا.. دمشق

بينما يجلسون في أحد المقاهي النص نص –ما بين شعبية وأكابرية- تخبره أنها على وشك السفر هي وأصدقائها إلى ألمانيا في رحلة استجمام... وتعرض عليه فكرة السفر معها بحيث تقضي معه عدة أيام هناك... يسألها ببراءة ممزوجة بترقب: "قديش بتكلف؟" وتجاوب: "شغلة ستين ألف كلها عبعضا"

وفي أثناء حدوث تلك البعصة... وبينما تسارع جريان دمه بشكل عفوي وعرضي ديمغرافي عشوائي... انتبه فجأة إلى أيفونها المشلوح على الطاولة بشكل عفوي... و إلى ماركة البلوزة الخاروف الملزوقة على قبتها بشكل عرضي... وعلى لمعة سيارتها المصفوفة في الخارج بشكل ديمغرافي... وخطرت بباله الفكرة التي كان قد أعماه عنها تفكيره العشوائي.. ولك لوين فايت بهالعجقة؟

19‏/05‏/2011

علاقة كره من طرف واحد


دخل إلى الغرفة الباهتة المعالم.. كان قد أزال كل مادل على هويته.. وفي تلك الغرفة المطلية بدهان صدء.. نظر إلى مرأة مكسورة في زاوية الغرفة..نظر إلى ما أصبح عليه.. نظر إلى رجل رحل منذ وقت طويل.. نظر إلى انعكاس لما لم يعد شخصا.. لما أصبح مجرد رقم اخر.. وأرتعد.. كان يعلم أن كل ما محاولاته فشلت.. ثم فكر..

ربما.. ربما ما زال هنالك بعض الأمل..
لكن..
عندما يصبح الوطن مجرد مكان اخر..
عندما يصبح الله مجرد رمز اخر..
عندما تصبح الحياة مجرد خدعة أخرى..
عندما تصبح الروح مجرد كذبة أخرى..
عندما يصبح الحب مجرد ألم اخر..
لربما جميع خياراتي كانت.. خطأ اخر؟

وبينما بدأت أشعة شمس نهار اخر بالدخول من نافذة الغرفة المغلقة.. وبينما كانت اخر سيجارة قد بدأت تنفض رمادها على المنفضة السوداء.. نظر إلى ذاك الشعاع الذهبي الذي بدأ يملأ الغرفة.. وأرتعد.. لربما كانت تلك الأشعة تعلم بما هو على وشك أن يفعل.. لربما.. كانت خائفة عليه.. نظر إلى ذك الشعاع.. أمعن النظر.. أحس أنه يستطيع الكلام معه.. وتكلم:
- أنا لا أعلم ما أنا.. أنا لست سوى.. ذرة تسقط.. ولن تخلق ذرة أخرى في مكاني.. فقط أنا.. أنا كل شيء.. وأنا لا شيء.. ذرة في الهواء الأشعث..
وفجأة ومن ذون سابق إنذار.. اختفى الشعاع خلف غيمة رمادية.. فنظر إلى السماء.. وابتسم.. ليس لأنه علم شيئا.. بل لأنه علم أنه لن يعلم.. وكذرة أخرى في الهواء الأشعث... سقط.

ليس حزنا لأن الحزن ليس سوى رمز اخر..
ليس هزيمة لأن الهزيمة ليست سوى خدعة أخرى..
ليس كرها لأن الكره ليس سوى كذبة أخرى..
ليس ندما لأن الندم ليس سوى ألم اخر..


سقط.. أعتذارا.. لأن الأعتذار ليس سوى أعترافا اخر.. لأن الأعتذار ليس سوى.. حقيقة أخرى.. والحقيقة.. هي كل شيء.



 

17‏/02‏/2011

شغلة رقم أربعا وعشرين

نون بي: ليك خيي شوف هي صفحة انترنت فيها اثبات نظرية التطور!
عين: طب ليكا هي صفحة بتثبت عدم صحة نظرية التطور!
- طب ليك هالصفحة اثبات انو القاعدة هيي اللي ورا 11 أبلول!
-خيي هه هه ليك هي الصفحة بتقلك انو 11 أبلول مدبر من قبل المخابرات الأميركية و في اثباتات!
-طب شوف هي الصقحة فيها اثبات انو الحليب الصبح بفيد وبرخي عضلات المعدة!
-يا خيي هي صفحة فيها جميع الأثباتات انو الحليب الصبح بيعمل قرحة!
-بتعرف شو خيي؟.. يمكن مو لازم نوثق بحكي الأنترنت؟
-ليكا ليكا صفحة بتقول انو لازم تصدق كلشي عالانترنت!!

15‏/02‏/2011

وصية

موسيقى مسائية هادئة.. فاحت رائحتها في الغرفة المليئة بالصور الوطنية.. هناك بين أعقاب السجائر الوطنية المتناثرة على صور الأبطال الوطنيين جلس.. نظر بهدوء إلى أحد الصور.. نظر وفكر بهؤلاء الأشخاص المتجمعين حول القائد الوطني.. من هم؟ أين هم الان؟
فجأة رن الهاتف.. رفع السماعة.. نعم؟ .. حسنا.. لا بأس.. كلا أنا بخير.. ثم أغلق السماعة..
نظر حوله.. سحب علبة سجائر من تحت أحد الجرائد المرمية على الأرض.. ثم  أشعلها.. شق ورقة من أحد الدفاتر.. ثم كتب..

""  وصيتي:
أعلن اليوم وفي تمام الساعة السابعة والأربعين دقيقة من مساء يوم الأربعاء الموافق 26 كانون الثاني من عام 2011 أني وفي كامل قواي العقلية أرغب بترك الوصية التالية في حال موتي قريبا:
أولا وأخرا: الرجاء ممن يجد هذه الكلمات أن يقرأها حتى النهاية. فقط لا غير.

أما بعد, فلقد خطر ببالي من بعد ظهر هذا اليوم أن أكتب هذه الوصية.. ذلك أن شعورا انتابني بأن نهايتي لم تعد تستطيع انتظاري مطولا.. وأني من هذا المنطلق أرغب بترك بضع كلمات.. كلمات فقط..

كلمة أولى: لقد قضيت حياتي محاولا تغيير شيء.. أي شيء.. ثم أدركت أنني لن أتمكن من ذلك.. ولكن بعض بقايا الأمل دفعتني للاستمرار بالحياة.. "ربما" كنت أقول دائما.. لربما يحدث شيء.. معجزة.. لكن تلك البقايا لم تعد كافية لي.. وأنا الان أتحدث بها.. ببقايا أمل.. ولست متأكدا إن كانت تلك البقايا ستكفيني كي أكمل اسبوعا أو شهر.. لكن لا مشكلة.. ففي حال كنتم تقرأون هذه الكلمات سأكون أنا غير موجودا.. وعليه فيمكنكم أن تفعلوا بي ما تشاؤون ...لن أعلم بذلك على أية حال.. لطالما استغربت من هؤلاء اللذين يريدون أن يذكروا بالخير بعد مماتهم.. لماذا؟.. حتى لو مشت أساطيل من الناس في دفنك فلن تكون موجودا.. ولن تعلم بذلك.. ستكون قد انتهيت.. خلص... بالنسبة لي فلا يهمني إن حاولوا التخلص من جثتي برميها في المرحاض.

كلمة ثانية: أرغب أن أطلب طلبا أو إثنين من الأنسانية.. طلبات لن تتحقق.. والهدف الوحيد من قولها هو تعبير عن الاستغباء الشديد.. استغباء الانسانية.. أريد من الأنسانية أن تتوقف عم تدمير العالم أولا..وأن تتوقف عن التكاثر المجنون ثانيا.. أو تتوقف كليا..

كلمة ثالثة: أرغب ممن مازال حيا أن يعلم أنه ليش مجبرا على تذكري أو احترام ذكراي أو أي شيء من هذا القبيل.

كلمة رابعة: أريد أن تعلموا أنني وفي الأكثر من عشرين سنة التي قضيتها على هذا الكوكب لم أقم بأحترام شخص واحد.. صراحة أنا لا أعلم ما هو الأحترام.. ولا أؤمن بوجوده... ربما لأن أحدا لم يحترمني.. ربما لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

خامسة: أرغب نهاية بالعتبير عن مدى استغرابي من الانسانية.. لا زلت حتى اليوم مذهلا من قدرة الأنسان على تجاهل الحقائق الواضحة.. قدرته على تجاهل كل ما هو أمامه و اختراع أشياء لا يمكن لما يدعى ب"العقل" أن يتقبلها.. ربما هذه مشكلتي.. ربما لم أستطع فعل ذلك.. ربما كل ما قتلني في النهاية هو خيال ضحل.

أخيرة: أريدكم أن تعلموا أن موتي كان شيئا جميلا.. ربما أجمل شيء حدث معي.. أنا الان.. لست نادما على شيء.. لأني أعلم أنني لم أكن لأتمكن من تغيير شيء.. أظنني قضيت في اللحظة التي أدركت فيها تلك الحقيقة.. عشت بما يكفي.. و حان وقت راحتي.. حان الوقت الذي لم أعد مجبرا فيه على تحملكم.. جهلكم وغبائكم.. على كل حال..مشي الحال.

شكرا. ""

نظر إلى الورقة... ثم طواها ووضعها في جيبه برقة.. أطفأ سيجارته و فتح باب الغرفة.. نظر إلى السماء وخرج.. نظر إلى السماء.. وابتسم.

14‏/02‏/2011

شغلة رقم سبعة

عين : خود اشربلك هالكاسة خيي خود..
نون بي : والله أوامر من الدكتور ما فيني..
عين : له ليش شو صاير معك؟؟
نون بي : والله في عندي هون (مؤشرا إلى رقبته) في عندي هون يا شريك فتحتين طلعو معو للدكتور قال هدول عم يسربو عالدماغ.. وحسب الدكتور هي النقطة درجة حرارتها مية وسبعة بالحالة الطبيعية.. بقا اذا بشرب الفودكا بس توصل لهون بتغلي وبتتبخر.. بتقوم بتسرب عدماغي.. وعندي فوق صمام مضروب.. بقا بس تفوت عليه أبخرة الفودكا بتعمل معو انسداد.. بقوم بنتع.. وبس ينتع ما عاد يقلع عالأول الله وكيلك!
عين : ليش خيي انت مازوت و لا بنزين؟
نون بي : لك والله كنت بنزين قمت غيرتو عالمازوت كلفني مية وخمسين ألف وحياة أمي.. بس وقتها كان المازوت رخصان ما كنت عارف بدو يغلى..
عين : انو طيب بس ينتع شو بصير؟
نون بي : لك بصير كل شغ.. لحظة عن شو عم نحكي؟
عين : سيارتك يمكن..
نون بي : حدا بدو هالكاسة؟
عين : لا
نون بي : منيح

موقف رومنسي

إن هذه الحادثة حدثت فهي إذن حادثية (Incidental)... ولحادثيتها.. فلن أروي منها سوى ما لن يعلق برأس أحد..
في موقف موجود بأحد الحارات القديمة.. وهالموقف أنا أخدتو.. وكتير ناس غيري أخدوه... وكل واحد أخدو بطريقتو.. في ناس أخدتو ونسيو الموضوع بعد 5 دقايق... في ناس أخدتو مبسوطة.. ناس أخدتو زعلانة... ناس جوعانة.. نعسانة.. موجوعة أو أحيانا محشوكة... وهالموقف بارد.. بارد لدرجة انو اذا كان فيه ناس كتير بتشوف غيمة هبلة طالعة منو... والناس بوقفو فيه رغم انو أدفى بالشمس..و بتسمع صوت عصافير رغم انو ما في بهالأفق ولا عصفور... وقدام هالموقف في بركة مي زغيرة على حد الرصيف بتضل موجودة سواء الطقس صحو أو شتي... هي بدا تكون شي قسطل خربان وعم يسرب... وكل ما باص قرب الناس بتبعد عنها خوفا من انو تطرطشن بالمي... لك والغريب انو في زلمة كل يوم الصبح بيجي وبوقف... بس بحياتو ما طلع بولا باص... مدري شو ناطر باص الأهليه شامتور القدموس... وانو كل ما اجا  باص بيتطلع... لعل وعسى يكون الباص اللي ببالو....والصبح الساعة ستة سبعة بتحكم الشمس قدام الموقف.. وبتصير هالبركة تعكس صورة شجرة حور من تاني جهة من الطريق... والناس الماشيين عالطريق ببينو أصغر بهالبركة... وبالقلب... حلوين الناس بالقلب... بتحسن أقل إنزعاجا... وكأنو في عالم تاني تحت هالبركة الناس فيه حلو كل مشاكلن... المشكلة انو هالعالم موجود بمحل كتير قريب.. بس كتير بعيد... هالموقف أنا أخدتو.. وغيري أخدوه... بس ما حدا أخدو متل ما أنا أخدتو... إلا شخص واحد... في شخص واحد أخدو بنفس الطريقة... في معجزة بالموضوع... لأنو ما حدا متل حدا... وكل واحد فينا بشوف الشي بطريقتو الخاصة... بنسبيتو الخاصة اذا بدنا نتفلسف... بس أنا.. وهالشخص.. شفنا نفس الشي... فهمنا نفس الشي... ومو أنو فهمنا فهمنا نفس الشي.. يمكن ما نكون فهمنا شي... بس نفس الشي.. نفس الولا شي اذا بدك... وهالشي بيقنعك يا زلمة... بيقنعك بالحياة.. بالعيشة اللي عايشا.. انو ممكن يصير معجزة... ولو انو هوي احصائيا مو ممكن... بس اخت الأحصائيا خيي.. اذا صارت معناها بتصير... واذا ما صارت ستين عمرها... بس بتصير.. هادا هوي المهم... هالشي اللي احتمالو صفر.. وانت... واحساسك لما هالشي اللي احتمالو صفر بيتحقق.. هون المعجزة... هون معنى الحياة... مو الفلسفة الشعرية تبع الحياة حلوة بس نفهمها.. الحياة مو حلوة.. وما حدا فيه يفهمها... بقى لا تعقدولي حياتي أكتر مانها معقدة... افتحو هالكمبيوتر.. وحطو غنية let it be للبيتلز... وفكرولي بهالمعجزة الواقفة باخر هالطريق... المعجزة اللي بتصير.. بدها تصير غصبا عن ربها... وبدنا أنا واياكم نصير.. المعجزة

صرخت كاثرين

في صباح يوم الأربعاء...صعدت كاثرين إلى قمة جبل تحيطه الغيوم البيضاء...وصرخت.
كاثرين لم تكن تبالي بعد اليوم.. لانها قرأت أن لا شيء يستحق المبالاة... ومن المهم أن نعلم أننا لسنا موجودين فعلا.. بل نحن نوجد فقط في عقولنا.. وجدودنا غير مهم.. ومن المهم أن نعلم أن لاشيء مهم.. حتى حقيقة عدم وجودنا..
كاثرين كانت قد قرأت ان الحياة ليست مهمة.. وأننا لا نعلم قدراتنا.. وأن العقل البشري قادر على تحقيق جميع الأشياء المهمة.. التي هي لا شيء طبعا.. وأن المشاعر الانسانية هي مجرد أوهام يقنعنا بها عقلنا.. تفاعلات كيماوية تحدث في عقولنا.. نحن لا شيء و فقط عندما نتوصل إلى تلك الحقيقة نعلم ما نحن... كاثرين كانت تشعر بالفخر لاستيعابها تلك الفكرة.
لكن كل تلك الأفكار ملأت كاثرين تماما.. فصعدت في صباح يوم الأربعاء.. نظرت إلى السماء.. وصرخت.
في نفس اليوم.. صباح الأربعاء.. كان أليكس ينظر إلى نفس السماء.. على نفس الجبل المحاط بالغيوم البيضاء..حين صرخت كاثرين.
أقترب أليكس من كاثرين وقال:مرحبا؟
-لا يهم
-لماذا تصرخين؟
-لا يهم
-ما اسمك؟
-لا يهم
-اه.. حسنا..ماذا تفعلين هنا؟
-لا أدري
-حسنا.. أنا أليكس.. ينادونني ال.. أحب أن أصعد إلى هنا كل يوم في الصباح كي أشاهد شروق الشمس..
-افف
-وأحب أن أراقب الطيور بينما ألتقط صورا للون الصخور عند الشروق..
-افف
-لون الصخور عند الشروق يكون برتقاليا
-اففف
-نعم.. هل تريدين أن نراقب الطيور؟
-أليكس صديقي الساذج.. هل تريد أن تعرف فعلا لماذا أنا هنا؟
-نعم بالطبع.. لاشيء أفضل من الأستماع إلى قصة في الصباح..من فتاة جميلة مثلك.
-افف.. أليكس أنت لا تعلم حتى ماذا أنت.. تلك الصخور ليست برتقالية .. الصخور لا لون لها.. ذلك اللون الذي تراه ماهو إلا انعكاس لضوء الشمس بدرجة معينة تستطيع عينك أن تراها.. لو كنت ثورا لما استطعت أن ترى ذلك اللون.. أما تلك الشمس فسوف تقتلك يوما ما.. أتعلم ؟ ها؟ أتعلم؟
-اه.. نعم أنا أعلم ذلك.. لكن لماذا علي أن أكترث بتل الحقائق؟ لو كنت أرى العالم بلا ألوان لكنت وجدت شيئا اخر جميلا  بالأبيض والأسود ونظرت إليه.. وإن كانت الشمس قادرة أن تحرقني.. فعلى الأقل أنا لا أحترق الان.. أليس كذلك؟
-ساذج!
-مجنونة!
ورحلت كاثرين.. بأقصى سرعتها ركضت نزولا من ذلك الجبل.. غاضبة من سذاجة ذلك اللامثقف!
وعاد أليكس إلى مراقبة الطيور..عندما وصلت كاثرين إلى سفح الجبل.. وصرخت مجددا.. "أليكس!.. أليكس!.. أتسمعني؟.. أنت لا تعلم كم أنت محظوظ أيها السافل الحقير التافه...!"
نظر أليكس إلى الفتاة التي تقف بعيدا تشتم بكل ما أوتيت من معلومات.. ثم عاد إلى مراقبة الطيور.

من بعد أذن "الشباب" الطيبة

خلينا نعتبر انو اليوم يوم أربعاء... طالع حضرتك من محاضرة أو من شغل أو من نوم.. مين بتشوف؟ حبيب القلب أبو شريك شيخ الشباب الغالي أبو سمير... طبعا بتاخدو مباوسة.. وبوسة عالكتف.. وعلى كيفك وكيف أخبارك طمني عنك شو عم تشتغل وإلى أخره.. بلحظة من لحظات اللقاء الحميمي المرتقب بدن يخلصو التراحيب.. ويبلشو الأحاديث.. هون بقا المشكلة. بدي من كل مواطن سوري عم يقرأ هالموضوع انو ما بقا يفتح الأحاديث التالية.. عنجد.. أرجوكم.. أتوسل لمشاعر ضمير مخكن.. من بعد اذنكن لا بقا:
  1. تحكوني عن "عقد نقصكن": اذا كنت شب عمرك بين ال16 و ال25 فيرجح انك بتسمع باليوم الواحد ما معدله 89 مسبة و 22 معلومة عن بنت ما.. الشي اللي بيتقاطع عند 13 مسبة عبنت ما.. المسبة هنا هيي عبارة عن كلمة زغيرة تتكون من شي ست حروف.. ما بعرف ليش لهلق –وصرنا بالقرن ال23- ما عرفو يجيبو مسبة تانية.. وكأنو الشي الوحيد اللي ممكن يكون غلط بأي بنت هوي هالشي... الموضوع هون هوي بكل بساطة انو اللي ما بطال الحصرم بقول عنو عنب (*) ... وكن على ثقة انو وحياة حياة ما عندي مانع اسمع تفاصيل من هالنوع.. المانع هون هوي الاحتقار المصاحب لهالبنت.. أنا هنا بكل تأكيد ما عم حاسب.. وما بعرف اذا تحرر مني بس ما كتير بهمني موضوع "السمعة"... بعتبرو تحرر يا أخي.. بعتبرو مخ نضيف... أنا الغلط وانتو الصح.. بس بلاه هالحديث.. احكي عن شي وحدة ما بعرفها.. وخود راحتك.. ما حدا بكون عم ينضر بهالحالة.. بس اذا بعرفها.. فخلي هالمعلومات لنفسك.. لأنو ما بدي دافع عن البنت واطلع أنا الجحش متل كل مرة.
  2. تحكوني بالدين: بين كل فترة وفترة.. وما بعرف اذا بس أنا أو غيري كمان.. بجيك واحد حاطط نصب عينيه انو يهديك ويهدي ربك إلى الصراط المستقيم.. هلق قبل ما بلش بهدلة بدي بس ذكر اني كتير بشكر هالشخص كونو اهتم بما يكفي.. بس شيل المزح عجنب.. لا بقا تحاول تهديني كرمال كل ما تسير من الهة. يا خيي أنا حالة ميئوس منها.. أنا الله ذات نفسو فقد الأمل فيي.. اذا فكرك انو انت زلمي مؤمن جدا و فيك بالوقت الكافي وبالجهد الكافي تهديني وبالتالي تاخد شي ست سبع نقط عسجل الحسنات تبعك وتبع اللي خلفك... أرجوك تصدقني لما بقلك انو  بالوقت الكافي وبالجهد الكافي في احتمال أكبر اني كفرك من أنك تأومنني... فكرمال كل ما هو مقدس عندك يا خيي.. استغني عن هالكم نقطة برصيدك.. معلش بلاهن.. وفكر يعني اذا بتحسب مقدار الصلوات اللي حضرتك صرت مصليها و بتضربها بعدد الركعات و بتجمعلها 200 مضروبة بكل يوم صمت فيه ونقصت منها عدد المرات اللي لعبت فيها بوكر.. بيطلعلك شقة دوبلكس بالجنة.. لا يا سيدي و بضللك مع الله كمان.. بقا ارضى يا أخي.. أصلا بهالوقت اللي بدك تحاول فيه تهديني كنت صليتلك تلات أربع مرات.. احسبها أربحلك؟
  3. تحكيني عن "شو كنت لازم أعمل": ليك ببساطة و اختصار.. اذا شفتني غلطت.. لا تصححلي يا أخي..خليني متل الأهبل اغلط مرة ثانية وثالثة... لأنو انت شكلك ما زلت مقتنع انو النصيحة بجمل.. ولي كم مرة بحياتك شايف جمل؟.. من وين برأيك بدي بضلك جمل أنا مثلا؟.. عكل حال يا خيي.. جمل ما في... ونصيحتك بعد ما صار اللي صار صارت متل قلتها... يعني بشرفك تجي تقللي بعد ما كون ساحبها نومة ومتأخر عالحصة اني كان لازم ما أتأخر؟ انو برأيك ما بعرف هالمعلومة؟.. يعني فكرك اني منضم لجماعة سرية هدفها السيطرة على العالم و وسيلتها الوحيدة التأخر عن الحصص؟.. ليك من هلق... اذا كتير بدك الجمل تبعك فوالله بكسر الواو.. مستعد اذا بدك جبلك جمل عن كل نصيحة *ما* بتعطيني أياها.
  4. تحكيني عن قديش حضرتك لامبالي: ما بعرف اذا حدا غيري لاحظ  الموجة اللي عم تعصف بأرض وجو المجتمع السوري... موجة "اللامبالاة"... ومو اللامبالاة تبع اللاانتماء تبع كولن ولسون... على العكس تماما.. اللامبالاة اللي عم احكي عنها هيي اللامبالاة بهدف "الكولنة"... كل شي عم شوفو بالفترة الأخيرة صاير "كئيب" , "روحاني", "بيكره الحياة" و عندو اياها عبارة عن "استعارة" شو ما كان هالشي بيعني... ليش؟.. مجرد تكملة لعقد النقص الاخرى... يعني بدك تقنعني انك مسبل شعرك بهدف انك تعبر عن كون حياتك جحيم ولي؟.. لك بالمصاري اللي دفعتا كرمال تسبلو لشعرك كنت أنا عشت ملك شي اسبوع... يعني مجرد انك عم "تعبر" ولو انو بطريقة ما الا علاقة باللياقة عن كونك كئيب.. ما عاد فيني صدق انك كئيب.. يا حبيبي لو كنت كئيب ماكنت قلت لحدا.. لأنو لو كنت كئيب وقلت للعالم اي بتكتئب بزيادة... أصلا السبب الرئيسي للكابة هوي هالعالم يا حيوان... واذا مصر  أنك كئيب روح انتحر من بعد اذنك يعني... بكون كتير منيح لكتير ناس... ودخلك اذا بتعرفلك تلات أربع أغاني لأناثيما؟.. شو يعني بتكون أخدت التصريح الرسمي من وكالة الشؤون التكئيبية والاصلاح؟.. شوف أنا ما أحلاني بسمع كل شي في أغاني انتحارية و وحياة شرفي برَنِّخ(**) عليها.. يعني بتوقع وصلت الفكرة.. ولا ما وصلت؟... الخلاصة لا تكتئب عديني... ما عدا  في حال قررت تنتحر بطريقة مثيرة للأهتمام.. وقتها يفضل تدعيني للمشاهدة.
الموضوع هون موجه للشباب الذكور من أصدقائي.. بس ما بيمنع نوجه رجاء للاناث... طبعا الرجاء هون أصغر بكتير.. بتمنى بس انو تحكو اللي بدكن أياه.. فيكن حتى تحكو اللي الشغلات اللي فوق.. والسبب هوي انو عالأغلب ما رح كون عم اسمع.. واذا سمعت ما رح افهم شي... بس انتو احكو شو بدكن
-----------------------------------------------------------
 منقول بتصرف (*)
 أنبسط بشدة (**)

عنجد؟

عبيدة يدخل غرفته في الساعة السابعة مساءاَ... يمر ببراعة بين أكوام الفوضى المتناثرة... يجلس على الكرسي و يخرج من جيبه صفحة التسالي من جريدة اليوم و يضعها على الطاولة قبل أن يخرج سيجارة من علبة مرمية على المكتب.. نظر حوله بحثا عن ولاعة... لكنه لم يجد سوى علية كبريت.. أخرج كبريتة ثم أشعلها.. بدأ بتقريب الكبريتة من السيجارة في فمه حين سمع أحداَ يقول: عنجد؟
كان الصوت قريبا جدا.. نظر عبيدة حوله لكنه لم يرى أحدا... أخذ نفسا عميقا قبل أن ينتبه إلى أن كبريتته بدأت تنطفئ.. فقربها من سيجارته بسرعة حين سمع الصوت نفسه مجددا: متأكد من هالحركة؟
انتفض عبيدة بسرعة من الكرسي ونظر حوله بدهشة... مين عم يحكي؟... مين في هون؟
- لك شبك لا تخاف أنا سميرة!
- مين سميرة؟
- السيجارة ولو!
- اه؟ شوه؟ سيجارة؟نظر إلى سيجارته المرمية على الأرض... كانت سميرة تحدق بوجهه بنظرة معاتبة... مد يده وأمسكها بدهشة... قرب رأسه منها فاتحا فمه.. سميرة؟
- لك أي
- انتي سيجارة؟
- اي والله
- كيف فيكي تحكي؟ السيجارة ما بتحكي!
- شو دخل هي بهي؟ ليك شكلك مو عاجبني وزنك نازل و يبدو انك ما عم تاكل منيح... بدك كمان تخفف تدخين... لسا سيجارة ورا التانية.. هي الشغلات الكاتبينا ععلبة الدخان مو مزحة...
- سميرة انتي... سيجارة؟
- سيجارة؟ لك لا أنا دكتورة...
- كيف صرتي دكتورة؟ وين المريول الأبيض؟ وين السماعات؟
- شبك من شوي قلتلي اني دكتورة؟
- كنت عم اه.. والله قلت انك دكتورة؟
- شفت كيف؟
- طيب شو بدك؟
- بدي حسنلك نظام حياتك... شبك شد حالك شوي... لسا ما شغلتك غير الروتين التافه الممل.. اطلاع شوف شو في برا... قديش صرلك ما شفت ضو الشمس؟
- يعني شوي... بس بشرفك لا بقا تحكي... دكتورة سيجارة سميرة انتي...
- ما رح بطل حكي غير ما تبلش تغير عاداتك...
- أنا مبسوط بعاداتي شو دخلك انتي؟

- اتطلع عيسارك شو بتشوف؟نظر عبيدة إلى يساره ليرى أكواما من الصحون التي مازالت تحمل اثار طعام منذ عدة شهور.. شايف استاذ عبيدة؟.. منتبه انك صرلك شهر عم تطلب أكل جاهز لأنو ما بدك تجلي؟
-  بس طب شو بدك فيي اذا شو ما باكل؟
- عبيدة هيك انت عم تؤذي حالك... بدك تتغير.. لازم تتغير...
- سميرة أنا هيك مبسوط شو دحشك؟
- انت مو مبسوط.. انت عم تقنع حالك انك مبسوط... مشي معي..- لوين؟
- عالحمام..دخل عبيدة وسميرة إلى الحمام.. شايف؟.. شوف الحنفية عم تنقط صرلها شي شهرين... بتعرف قديش صرفت مي عالفاضي؟ شو فيها اذا قلتلو لجارنا يصلحلك اياها مثلا؟
- أنا ما بحبو للسمكري جارنا.. بضل يسب...
- اي شو يعني اذا بسب؟... شو انت بدك تتجوزو؟... خلص خليه يصلح الحنفية ويفرقنا بريحة طيبة...
- سميرة خلص بقا صرعتيني!
- لك انت خلص بقا... ايمت بدك تتعلم؟
- سميرة كرمال الله مو ناقصني سيجارة عم تتفلسف عديني...
- لا يا سيدي ناقصك ونص... حاجة بقا اطلاع من حالك... شوف العالم كيف عايشة عيش متلن شو ناقصك (عبيدة يجد ولاعة) ... الحياة ما رح تستناك الحياة عم تمشي عم تمشي فيك وبلاك (عبيدة يحاول تشغيل الولاعة) ... ليش كتير اخد الحياة بعنجهية (عبيدة يشعل سميرة)... الحياة عم تركض و اذا ما لحقت حالك بدك ت أأأأأأأأأخ... أععععععع... لاااااء... لااااء....اييييييي لك ليييييش لييييييييييييييييييييش؟ لاااااااااع...نظر عبيدة إلى سميرة وهي تحترق... لم يكن يريدها أن تتعذب ... لكنها لم تترك له خيارا اخر...مشى بسرعة إلى الحمام و غسل وجهه... ثم عاد وجلس إلى المكتب... مد يده بحركة لا إرادية إلى علبة الدخان.. سحب سيجارة ووضعها في فمه.. أشعل ولاعته و قربها إلى السيجارة... سمع صوتا يقول: عنجد؟

هديك البنت

نظرت نظرة باسمة إلى وجهه العابس... ثم أخفضت نظرها فسقطت خصلة من شعرها البني على عينها اليمنى... ثم عادت لترفع نظرها إلى وجهه الذي مازال عابسا.. وقالت: أتعلم؟ أنا لا أريد من أحد أن يرى العالم كما أراه.. أعلم أن ذلك شبه مستحيل على أية حال.. ولا أريد من أحد أن يفهمني.. ذلك لن يقدم ولن يؤخر على الأطلاق.. كان بامكاني أن أتحيز.. أن أنتمي.. لكن لا.. أتعلم لماذا؟ .. لأنني أخاف أن أنصب من روحي علما في وجه رياح الحياة التي لا أعلم متى تهب ومتى تهدأ.. أنا أفضل أن أقوم بتخبأة ذلك النصب.. وضعه في صندوق أمن.. لن أضعف أمام أحد.. أمام شيء.. قوتي في لا انتمائي.. قد تقول أن عدم قدرتي على الاحساس بالألم تعني أيضا عدم قدرتي على الأحساس بالسعادة.. وأنت على حق.. أنا لا أحس الان بشيء.. أو ربما أحس بالكثير.. أكثر مما صممت لأتحمله..أحيانا أحس بأحاسيس لا أعلم اذا كان أحد غيري يستطبع الأحساس بها.. منذ أيام كنت أقف على سطح بناء مهجور.. في أحد الأحياء الفقيرة.. وسمعت موسيقى احدى برامج الرسوم المتحركة التي كنت أتابعها في صغري.. في تلك اللحظة رأيت ولاعة مرمية على الأرض.. فقط ما كنت بحاجته لأخرج السيجارة التي كانت ترقد في جيبي منذ اليوم السابق.. وأشعلتها.. ونظرت إلى الأفق بينما
كانت رائحة الهواء البارد تلفح وجهي.. و أحسست.. أحسست بشىء ما.. أذا كانت السعادة موجودة فتلك هي.. أليس كذلك؟
-أولا لشو متحكي فصحة؟.. تانيا مين انتي ولي؟.. وليش طلعتي بسيارتي؟.. وشو متحكي؟.. شو بدك ولي؟
-ألا يخطر ببالك أحيانا أننا نعيش في حلقة مفرغة؟
-لك شو بدك انتي؟؟.. نزلي بقا
فتحت باب السيارة ونزلت منها.. ثم أخرجت من جيبها سيجارة و أشعلتها... وقالت: العما اليوم كان دمي خفيف والله.. قال  ولاعة مرمية عالأرض قال؟..هه.. شكلو اليوم صحو

سشوار

جلس في زاوية الغرفة البيضاء الواسعة وفي يده سيجارة لم يشعلها بعد.. فوقه تلفاز قديم لم يشغله أحد منذ عدة شهور.. لكن ذلك لم يمنع أحدا من الموجودين في الغرفة من أن ينظر إليه كل عدة دقائق لعله يعمل فجأة.. نظر إلى شاشته التي لم يعد يذكر أن شيئا عرض عليها سوى انعكاس باهت للغرفة البيضاء الواسعة.. ثم استمر بالنظر إلى سيجارته..
رجل باهت في العشرين من عمره اقترب منه.. ثم جلس على المقعد التالي للمقعد المجاور.. لم يعره انتباها في البداية.. لكنه سرعان ما نظر إليه رافعا رأسه ليصبح أقرب لرأس الأول وقال: أتحتاج ولاعة؟
- شكرا لكن كلا..
- أتعلم؟ لقد قضيت خمسة وعشرين سنة من عمري في هذا العمل.. ولم أستطع تكوين نفسي.. أو فعل أي شيء مفيد.. زوجتي لم يعد بامكانها الاحتمال فطلقتني.. وأخذت ولداي.. وزميلتي في المكتب استمرت بإغرائي إلى أن طلقت زوجتي.. والان تقول أنها لن تعيش معي.. يا رجل كانت تلاحقني.. والان لا تريد رؤيتي.. وأنا أرغب بها أكثر من ذي قبل..
- صديقي ألا تظن أنك ترغب بها لأنك تحب الشعور الذي أعطتك اياه عندما لاحقتك فحسب؟.. انت لا تحبها.. دعها.. يوجد الكثير من الحيتان في البحر..
- كلا لا يوجد الكثير من الحيتان.. الحيتان مهددة بالانقراض.
- يوجد الكثير من الاسماك*
- أظن أنك على حق.. لكنني محطم يا رجل.. لم يعد لدي شيء يستحق العيش لأجله..
- لا تقل هذا.. لا أريد أن أبدو كشخص حالم.. لكن الحياة فيها الكثير من الأشياء الجميلة.. منظر شروق الشمس في الصباح يستحق الحياة لأجله.. صوت عصفور دوري يبحث عن أصدقائه.. رائحة الأرض في الشتاء بعد المطر..
- نعم أظن أنك على حق بخصوص ذلك.. اسمع.. هل فكرت يوما بالأنتحار؟
- نعم يا صديقي.. لكنني أكثر أنانية من أن أقوم بالأنتحار..
- أكثر أنانية؟ ظننت أن الناس يعتبرون الأنتحار عملا أنانيا؟
- الأغبياء فقط.. أتعلم أن نسبة ساحقة من محاولي الأنتحار يدركون بعد تناولهم الجرعة الزائدة.. أو بعد ركلهم للكرسي.. أو بعد رميهم للسشوار في البانيو..
- أو بعد قفزهم عن سطح البناء..
- نعم أو بعد ذلك.. يدركون أن مشاكلهم جميعها لا تستحق أن يقتلو أنفسهم من أجلها.. الحياة ملكنا يا صديقي.. ولن أعطيها لأحد إلا مجبرا..
- أتعلم؟.. انت شخص جيد يا صديقي..
- نعم أظن ذلك..
أخفض الرجل الباهت بعد ذلك رأسه ثم نهض و مشى قبل أن يعود وينظر إلى الرجل الجالس ويقول: أنت تعلم أنني في العشرين من عمري أليس كذلك؟
- نعم.
- و أننا في مستشفى للأمراض العقلية؟
- نعم مستشفى المجانين..
- انت لست مجنونا على الأطلاق أليس كذلك؟
- هه.. أنا أكثر الموجودين جنونا.. الأكثر جنونا على الأطلاق..
انفجر الرجل الباهت ضحكا.. ثم استدار وهو مازال يضحك و توجه إلى الممرضة طالبا دوائه ضاحكا بكل ما استطاع.. قبل أن يدخل إلى الحمام..
أخرج الأول ولاعة من جيبة و أشعل سيجارته بينما كان صوت ضحك الاخر ما يزال مسموعا.. و قال وابتسامة عريضة تغطي وجهه: الأكثر جنونا على الأطلاق

01‏/01‏/2011

سنة مباركة

دخلك يا خيي.. انو هالسنة الجديدة يعني شو بدها تجبلنا شغلات جديدة؟ بشرفك لا تجي تقلي اني البطة السودا مدري الغراب الأسود مدري الطاووس الأسود.. مابدي كون هالحيوان المتشائم يعني بس بشرفك.. انو شو؟
ما كل شي مازال وسوف  يبقى.. متل ما هوي.
قناعاتك هيي نفسها.. نفسيتك نفسها.. انو فكرك انت عملت رفرش مثلا وبلشت من جديد؟؟
ما يا خيي اذا الشغلة بهالبساطة لشو ما عملتو لهالرفرش من زمان؟ و بطريقك عملو كل يوم يعني ما أريح؟؟ بعدين عشو هالشو اسمو؟
ليك حاليا أنا شارب وسوف استفحش بالحكي.. بدي حطملك امالك كلها للسنة القادمة اي والله.. شو عندك امال بدي العن ربا.. هات لنشوف.. تعا نبلش بالصورة الكبيرة.. البيج بيكتشر.. مو انت متفائل و ما بعرف كيف.. تعا نعمل عالم مثالي.. أولا: كيف بكون العالم مثالي؟
الجواب: بدنا كل البشر عايشين حياة سعيدة.
ثانيا: كيف فينا نخلي الناس سعيدة؟ الجواب هوي بماهية السعادة.. السعادة يا با هيي المزيج المثالي ما بين الغباء والأيجو المرتفع.. الأيجو هنا هو العزة تبع النفس.. يعني شوفة الحال أو حب الذات.. البطاطا خيي..ليش بدك هالمزيج الجواب هوي انو انت لازم تكون واثئ بنفسك بس غبي بما يكفي لتصدق انو نفسك خرج الواحد يثئ فيها.. طيب بيطرح نفسو بشدة سؤال اخر هوي كيف فينا نحقق هالمزيج؟ ليك بقا.. فينا ما فينا. يعني تجي تقلو لأبنك يا سمير بدي أياك غبي و عندك ايجو ما رح تزبط معك على الأطلاق.. علما انو هيي فكرة منيحة فيك تجربا.. شوف تعابير وشو لسمير يعني مو منشان شي.. والله بتسطلو للولد.. اي بس فيك يا حبيب تعمل شي بيشبهو.. فيك تعمل مؤسسة.. أو جمعية أو نقابة يعني.. هالنقابة بتخليك متل الحمار مشغول كل الوقت.. بس بنفس الوقت بتعطيك ميزات بترفعلك شوي من حب ذاتك وذات أبوك.. هالمؤسسة اسمها الشغل.. العمل يا حبيبي.. اللي هنت بتروح عليه.. أو بتدرس لتروح عليه.. وفي عندك نقابة أخرى بضم الألف واذا كنت من هوديك الجماعة الملحدين بفتح الألف.. اسمها الدين.. هي لسا ألذ كونها بتعطيك بديل كامل مكمل عن الأيجو اسمو الافتر لايف.. وبترفعلك مستوى الغباء بالدم لمقادير يعني شي بخوف.. حرفيا بخوف.. مرعب أجلك.. طيب يا خيي ممتاز حليناها.. اي بس لا.. ما انت هون عم تنسى انو انت انسان بلا مؤاخذة.. والانسان اجباري عنو مو عرأيو بحكم هالمخ اللي ناتعو بدو يضل يبحث.. ويبعبص بأسباب وجود ضمير ربو.. وبدو يضل في عندك ناس يا ابني.. ناس مو مقتنعة بهالنقابات و هالمؤسسات الجميلة و السعيدة.. فإذا شو؟
أنا من هنا بقترح.. ومن موقعي الانساني الثابت تطوير مواد كيماوية قادرة على حرق أبوه للشي اللي بالدماغ اللي بفرقنا عن الحيوانات.. وبهالحالة منرجع حيوانات.. يعني يمكن بدنا نتعذب شوي بس بضل أحسن.. وتبقا شوف الطبيعة يا ابني كيف بدها تزدهر لعند الله.. وشوف السعادة كيف بدها تغمر وجوه الضحايا... وشوف.. بس شوف.. كيف بدها تضمحل جميع أسباب التعاسة و الكابة عندك وعند سمير يا حبيب الروح.. لك انت بس لو بتعرف شو عم احكي.. يا روحي