14‏/02‏/2011

صرخت كاثرين

في صباح يوم الأربعاء...صعدت كاثرين إلى قمة جبل تحيطه الغيوم البيضاء...وصرخت.
كاثرين لم تكن تبالي بعد اليوم.. لانها قرأت أن لا شيء يستحق المبالاة... ومن المهم أن نعلم أننا لسنا موجودين فعلا.. بل نحن نوجد فقط في عقولنا.. وجدودنا غير مهم.. ومن المهم أن نعلم أن لاشيء مهم.. حتى حقيقة عدم وجودنا..
كاثرين كانت قد قرأت ان الحياة ليست مهمة.. وأننا لا نعلم قدراتنا.. وأن العقل البشري قادر على تحقيق جميع الأشياء المهمة.. التي هي لا شيء طبعا.. وأن المشاعر الانسانية هي مجرد أوهام يقنعنا بها عقلنا.. تفاعلات كيماوية تحدث في عقولنا.. نحن لا شيء و فقط عندما نتوصل إلى تلك الحقيقة نعلم ما نحن... كاثرين كانت تشعر بالفخر لاستيعابها تلك الفكرة.
لكن كل تلك الأفكار ملأت كاثرين تماما.. فصعدت في صباح يوم الأربعاء.. نظرت إلى السماء.. وصرخت.
في نفس اليوم.. صباح الأربعاء.. كان أليكس ينظر إلى نفس السماء.. على نفس الجبل المحاط بالغيوم البيضاء..حين صرخت كاثرين.
أقترب أليكس من كاثرين وقال:مرحبا؟
-لا يهم
-لماذا تصرخين؟
-لا يهم
-ما اسمك؟
-لا يهم
-اه.. حسنا..ماذا تفعلين هنا؟
-لا أدري
-حسنا.. أنا أليكس.. ينادونني ال.. أحب أن أصعد إلى هنا كل يوم في الصباح كي أشاهد شروق الشمس..
-افف
-وأحب أن أراقب الطيور بينما ألتقط صورا للون الصخور عند الشروق..
-افف
-لون الصخور عند الشروق يكون برتقاليا
-اففف
-نعم.. هل تريدين أن نراقب الطيور؟
-أليكس صديقي الساذج.. هل تريد أن تعرف فعلا لماذا أنا هنا؟
-نعم بالطبع.. لاشيء أفضل من الأستماع إلى قصة في الصباح..من فتاة جميلة مثلك.
-افف.. أليكس أنت لا تعلم حتى ماذا أنت.. تلك الصخور ليست برتقالية .. الصخور لا لون لها.. ذلك اللون الذي تراه ماهو إلا انعكاس لضوء الشمس بدرجة معينة تستطيع عينك أن تراها.. لو كنت ثورا لما استطعت أن ترى ذلك اللون.. أما تلك الشمس فسوف تقتلك يوما ما.. أتعلم ؟ ها؟ أتعلم؟
-اه.. نعم أنا أعلم ذلك.. لكن لماذا علي أن أكترث بتل الحقائق؟ لو كنت أرى العالم بلا ألوان لكنت وجدت شيئا اخر جميلا  بالأبيض والأسود ونظرت إليه.. وإن كانت الشمس قادرة أن تحرقني.. فعلى الأقل أنا لا أحترق الان.. أليس كذلك؟
-ساذج!
-مجنونة!
ورحلت كاثرين.. بأقصى سرعتها ركضت نزولا من ذلك الجبل.. غاضبة من سذاجة ذلك اللامثقف!
وعاد أليكس إلى مراقبة الطيور..عندما وصلت كاثرين إلى سفح الجبل.. وصرخت مجددا.. "أليكس!.. أليكس!.. أتسمعني؟.. أنت لا تعلم كم أنت محظوظ أيها السافل الحقير التافه...!"
نظر أليكس إلى الفتاة التي تقف بعيدا تشتم بكل ما أوتيت من معلومات.. ثم عاد إلى مراقبة الطيور.

هناك 12 تعليقًا:

  1. عن جد حلوة مدونتك!!! بس سؤال ليش ما حاطط فيا صور؟

    ردحذف
  2. أقتراحك قيد الدراسة :)

    ردحذف
  3. تسرقيها لوين تحديدا؟

    ردحذف
  4. بتذكر انو مرة شفت صور هون ? =/

    ردحذف
  5. بس حطي لنك لهون منشان الديعاية يرضى عليكي

    ردحذف
  6. ههههههههههههههه طيب اوكي ... بس سؤال هلأ هاي انت اللي كاتبا؟؟

    ردحذف
  7. لا جدي.. أي أنا.. شو هالسؤال مثلا؟

    ردحذف
  8. هههههههههههههههه انو يعني لربما تكون مقتبسة من شي كتاب :P

    ردحذف
  9. لا ما عنا هالحركات كتب وثقافة وفن وما بعرف شو

    ردحذف