14‏/02‏/2011

هديك البنت

نظرت نظرة باسمة إلى وجهه العابس... ثم أخفضت نظرها فسقطت خصلة من شعرها البني على عينها اليمنى... ثم عادت لترفع نظرها إلى وجهه الذي مازال عابسا.. وقالت: أتعلم؟ أنا لا أريد من أحد أن يرى العالم كما أراه.. أعلم أن ذلك شبه مستحيل على أية حال.. ولا أريد من أحد أن يفهمني.. ذلك لن يقدم ولن يؤخر على الأطلاق.. كان بامكاني أن أتحيز.. أن أنتمي.. لكن لا.. أتعلم لماذا؟ .. لأنني أخاف أن أنصب من روحي علما في وجه رياح الحياة التي لا أعلم متى تهب ومتى تهدأ.. أنا أفضل أن أقوم بتخبأة ذلك النصب.. وضعه في صندوق أمن.. لن أضعف أمام أحد.. أمام شيء.. قوتي في لا انتمائي.. قد تقول أن عدم قدرتي على الاحساس بالألم تعني أيضا عدم قدرتي على الأحساس بالسعادة.. وأنت على حق.. أنا لا أحس الان بشيء.. أو ربما أحس بالكثير.. أكثر مما صممت لأتحمله..أحيانا أحس بأحاسيس لا أعلم اذا كان أحد غيري يستطبع الأحساس بها.. منذ أيام كنت أقف على سطح بناء مهجور.. في أحد الأحياء الفقيرة.. وسمعت موسيقى احدى برامج الرسوم المتحركة التي كنت أتابعها في صغري.. في تلك اللحظة رأيت ولاعة مرمية على الأرض.. فقط ما كنت بحاجته لأخرج السيجارة التي كانت ترقد في جيبي منذ اليوم السابق.. وأشعلتها.. ونظرت إلى الأفق بينما
كانت رائحة الهواء البارد تلفح وجهي.. و أحسست.. أحسست بشىء ما.. أذا كانت السعادة موجودة فتلك هي.. أليس كذلك؟
-أولا لشو متحكي فصحة؟.. تانيا مين انتي ولي؟.. وليش طلعتي بسيارتي؟.. وشو متحكي؟.. شو بدك ولي؟
-ألا يخطر ببالك أحيانا أننا نعيش في حلقة مفرغة؟
-لك شو بدك انتي؟؟.. نزلي بقا
فتحت باب السيارة ونزلت منها.. ثم أخرجت من جيبها سيجارة و أشعلتها... وقالت: العما اليوم كان دمي خفيف والله.. قال  ولاعة مرمية عالأرض قال؟..هه.. شكلو اليوم صحو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق