14‏/02‏/2011

عنجد؟

عبيدة يدخل غرفته في الساعة السابعة مساءاَ... يمر ببراعة بين أكوام الفوضى المتناثرة... يجلس على الكرسي و يخرج من جيبه صفحة التسالي من جريدة اليوم و يضعها على الطاولة قبل أن يخرج سيجارة من علبة مرمية على المكتب.. نظر حوله بحثا عن ولاعة... لكنه لم يجد سوى علية كبريت.. أخرج كبريتة ثم أشعلها.. بدأ بتقريب الكبريتة من السيجارة في فمه حين سمع أحداَ يقول: عنجد؟
كان الصوت قريبا جدا.. نظر عبيدة حوله لكنه لم يرى أحدا... أخذ نفسا عميقا قبل أن ينتبه إلى أن كبريتته بدأت تنطفئ.. فقربها من سيجارته بسرعة حين سمع الصوت نفسه مجددا: متأكد من هالحركة؟
انتفض عبيدة بسرعة من الكرسي ونظر حوله بدهشة... مين عم يحكي؟... مين في هون؟
- لك شبك لا تخاف أنا سميرة!
- مين سميرة؟
- السيجارة ولو!
- اه؟ شوه؟ سيجارة؟نظر إلى سيجارته المرمية على الأرض... كانت سميرة تحدق بوجهه بنظرة معاتبة... مد يده وأمسكها بدهشة... قرب رأسه منها فاتحا فمه.. سميرة؟
- لك أي
- انتي سيجارة؟
- اي والله
- كيف فيكي تحكي؟ السيجارة ما بتحكي!
- شو دخل هي بهي؟ ليك شكلك مو عاجبني وزنك نازل و يبدو انك ما عم تاكل منيح... بدك كمان تخفف تدخين... لسا سيجارة ورا التانية.. هي الشغلات الكاتبينا ععلبة الدخان مو مزحة...
- سميرة انتي... سيجارة؟
- سيجارة؟ لك لا أنا دكتورة...
- كيف صرتي دكتورة؟ وين المريول الأبيض؟ وين السماعات؟
- شبك من شوي قلتلي اني دكتورة؟
- كنت عم اه.. والله قلت انك دكتورة؟
- شفت كيف؟
- طيب شو بدك؟
- بدي حسنلك نظام حياتك... شبك شد حالك شوي... لسا ما شغلتك غير الروتين التافه الممل.. اطلاع شوف شو في برا... قديش صرلك ما شفت ضو الشمس؟
- يعني شوي... بس بشرفك لا بقا تحكي... دكتورة سيجارة سميرة انتي...
- ما رح بطل حكي غير ما تبلش تغير عاداتك...
- أنا مبسوط بعاداتي شو دخلك انتي؟

- اتطلع عيسارك شو بتشوف؟نظر عبيدة إلى يساره ليرى أكواما من الصحون التي مازالت تحمل اثار طعام منذ عدة شهور.. شايف استاذ عبيدة؟.. منتبه انك صرلك شهر عم تطلب أكل جاهز لأنو ما بدك تجلي؟
-  بس طب شو بدك فيي اذا شو ما باكل؟
- عبيدة هيك انت عم تؤذي حالك... بدك تتغير.. لازم تتغير...
- سميرة أنا هيك مبسوط شو دحشك؟
- انت مو مبسوط.. انت عم تقنع حالك انك مبسوط... مشي معي..- لوين؟
- عالحمام..دخل عبيدة وسميرة إلى الحمام.. شايف؟.. شوف الحنفية عم تنقط صرلها شي شهرين... بتعرف قديش صرفت مي عالفاضي؟ شو فيها اذا قلتلو لجارنا يصلحلك اياها مثلا؟
- أنا ما بحبو للسمكري جارنا.. بضل يسب...
- اي شو يعني اذا بسب؟... شو انت بدك تتجوزو؟... خلص خليه يصلح الحنفية ويفرقنا بريحة طيبة...
- سميرة خلص بقا صرعتيني!
- لك انت خلص بقا... ايمت بدك تتعلم؟
- سميرة كرمال الله مو ناقصني سيجارة عم تتفلسف عديني...
- لا يا سيدي ناقصك ونص... حاجة بقا اطلاع من حالك... شوف العالم كيف عايشة عيش متلن شو ناقصك (عبيدة يجد ولاعة) ... الحياة ما رح تستناك الحياة عم تمشي عم تمشي فيك وبلاك (عبيدة يحاول تشغيل الولاعة) ... ليش كتير اخد الحياة بعنجهية (عبيدة يشعل سميرة)... الحياة عم تركض و اذا ما لحقت حالك بدك ت أأأأأأأأأخ... أععععععع... لاااااء... لااااء....اييييييي لك ليييييش لييييييييييييييييييييش؟ لاااااااااع...نظر عبيدة إلى سميرة وهي تحترق... لم يكن يريدها أن تتعذب ... لكنها لم تترك له خيارا اخر...مشى بسرعة إلى الحمام و غسل وجهه... ثم عاد وجلس إلى المكتب... مد يده بحركة لا إرادية إلى علبة الدخان.. سحب سيجارة ووضعها في فمه.. أشعل ولاعته و قربها إلى السيجارة... سمع صوتا يقول: عنجد؟

هناك 5 تعليقات:

  1. مساء الخير أو صباح الخير, ما في فرق. المهم إنو في شغله فيها خير بهالأيام الصعبة. استمتعت كتير بقراءة ما كتب بهالمدونة وعمإنتظر, إنو اليوم في شي جديد أو بكرة يمكن بس الهيئه إنو الشباب ضاربه فرام أو انو ما في مزاج. بس المهم إنو تكونو بخير. لا تحرمونا من ابداعاتكن يا شباب.

    ردحذف
  2. مو شباب يا زلمة شب واحد مافي غيرو.. وبالفترة الأخيرة كان صعب المتابعة بس راجع أكيد

    ردحذف
  3. "نظر عبيدة إلى سميرة وهي تحترق... لم يكن يريدها أن تتعذب ... لكنها لم تترك له خيارا اخر.."

    شو بكرها قصة الخيار هاي وقت حدا بيقلك غصبن عني او "اي هاد تو" انو مشان الله شو هالكذبة هاي !!

    ردحذف
  4. بس كتيييييييييييييييير بكرها ما بعرف ليش !

    ردحذف